ایکنا

IQNA

أشهر علماء المسلمين / 34

دراسة النصّ القرآني تقتضي تمحيص المخطوطات القرآنية القديمة

11:08 - November 21, 2023
رمز الخبر: 3493525
طهران ـ إکنا: يوضّح كتاب "مصاحف الأمويين" للباحث الفرنسي الشهير "فرنسوا ديروش" أن دراسة النصّ القرآني في شكله المكتوب تقتضي إحصاء وتمحيص المخطوطات القرآنية القديمة التي كتبت في الفترة الممتدة من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي.

لعل من أهم الكتب المعاصرة التي تناولت موضوع المخطوطات القرآنية، كتاب "مصاحف الأمويين .. نظرة عامة أولية" للباحث الفرنسي الشهير في المخطوطات القرآنية "فرنسوا ديروش" حیث  درس فيه المؤلف النسخ الأولى من القرآن التي تعود إلى القرن السابع الميلادي، مضيئاً ظروف ومراحل جمع القرآن الكريم وتدوينه ورسمه وتداوله في صدر الإسلام.

ويوضّح الكتاب أن دراسة النص القرآني في شكله المكتوب تقتضي إحصاء وتمحيص المخطوطات القرآنية القديمة التي كتبت في الفترة الممتدة من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي، كما في مؤلّفاته الأخرى مثل: "قائمة المخطوطات العربية"، و"الكتاب العربي المخطوط"، "كتبة ومخطوطات في الشرق الأوسط".

ونظراً لأهمية هذا الكتاب، فقد صدرت ترجمة له مطلع العام الجاري الميلادي عن دار "نهوض" للدراسات والبحوث، تحت عنوان "مصاحف الأمويين: نظرة تاريخية في المخطوطات القرآنية المبكرة". هذا الكتاب هو ترجمة لكتاب الباحث الفرنسي الشهير فرنسوا ديروش "مصاحف الأمويين .. نظرة عامة أولية" (Qur’ans of the Umayyads: A First Overview). ويعدّ هذا الكتاب من أهم الدراسات المعاصرة التي تسلّط الضوء على المخطوطات الأولى للنصّ القرآني.

ويهدف الكتاب، الذي ترجمه إلى العربية الباحث "حسام صبري" إلى تقديم لمحة عامّة عن المخطوطات القرآنية التي دُوّنت خلال العصر الأموي، أي خلال القرن الأول من تدوين آيات القرآن الكريم بعد أن كانت في السابق تتناقل شفهياً عبر حَفَظتها، ويبرز دور المخطوطات في إثبات مصداقية ما ورد في النص القرآني والتراث الإسلامي عبر المرويات والنقل الشفوي.

وجاء في تقديم ترجمة الكتاب أن ترجمة كتاب "مصاحف الأمويين" عبارة عن ترجمة متخصصة على يد الدكتور حسام صبري، عضـو هيئـة التدريس بقسـم الدراسـات الإسلامية باللغـة الإنجليزية بكليـة اللغات والترجمة، جامعة الأزهر، لتقدم النص بحلة بهية وعبارة دقيقة وتثريه بهوامش تزيد النص الأصلي جلاء وغنى.

 
يدرس ديروش في بحثه أساليب كتابة تلك المخطوطات، وإعجام الحروف واختلاف شكلها بحسب الأقاليم والكُتّاب. كما يستدل من المخطوطات الأولى على أنواع الحبر والورق ومختلف المواد المستعملة في النسخ، ومراحل تطور فنون الكتابة عبر الأجيال.
دراسة النص القرآني تقتضي تمحيص المخطوطات القرآنية القديمة
ويعقد المؤلف مقارَنات بين العديد من المخطوطات وما مرَّ بها من تغييرات كبيرة في حقبة زمنية وجيزة، من قبيل الأسلوب المتَّبع في إخراج الصفحة وتسطيرها وزخرفتها، وكذلك الخط المستخدَم في كتابة النص القرآني، فضلًا عن إعداد المادة التي يُكتَب النصُّ عليها من رَقٍّ أو كاغدٍ وغيرهما.
 
يناقش ديروش في الفصل الأول "نسخ القرآن في بواكير الحقبة الأموية كأقدم مجموعة مخطوطات قرآنية"، واحدة من أوائل المخطوطات الأموية، إن لم تكن الأولى على الإطلاق، والتي تم الاحتفاظ بمعظم أجزائها في باريس وسان بطرسبرغ، ويتناول الفصل الثاني كتابة القرآن الكريم في مخطوطة حجازية (بالخط الحجازي)، باحثاً في المصاحف الحجازية التي تسهم في فهم القواعد التاريخية لإنتاج المخطوطات القرآنية.
 
يوضح الفصل الثالث "تغيّر شكل المصحف" مرحلة لاحقة من تطوّر ضبط وتشكيل القرآن الكريم وإصدار المخطوطات، بينما يناقش الفصل الرابع "المنسخ الإمبراطوري" مخطوطتين كبيرتين نالتا شهرة بين المتخصصين؛ الأولى وهي مخطوطة ضخمة محفوظة في دبلن، والثانية أقل ضخامة ولكن ربما كانت معروفة بشكلٍ أفضل، وأشار إليها المؤلف باسم "المخطوطة الأموية في صنعاء"، وهي محفوظة في صنعاء.

من هو فرانسوا ديروش؟
 
فرانسوا ديروش عالم ومستشرق فرنسي، متخصص في دراسة المخطوطات القديمة، والباليوغرافيا (علم قراءة النصوص القديمة)، وهو أستاذ كرسي دراسة "تاريخ النص القرآني ونقله" في "الكوليج دي فرانس"(أرقى مؤسسة بحثية بفرنسا)، وأحد ألمع الأساتذة المبرّزين في علوم المخطوطات القرآنية وعلوم الكتابة القديمة عمومًا.

وحصل على شهادة التبريز في الآداب القديمة سنة 1976م، ثم على دبلوم الدراسات المعمّقة في علم المصريات سنة 1978م. تولَّى ديروش التدريس في المعهد الفرنسي للدراسات الأناضولية بإسطنبول بين سنتي 1983م و1986م، ليُستدعى بعدها إلى سويسرا من أجل منحة عملٍ ضمن فريق علمي في "مؤسسة ماكس فان برشمان" بجنيف من 1986م إلى غاية 1988م.

ولدى عودته إلى فرنسا، زاول عمله بصفته مديرًا للدراسات بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا، في قسم العصور القديمة والمخطوطات العربية بدءًا من سنة 1990م. ومنذ عام 2015 فهو أستاذ كرسيّ تاريخ القرآن، بالمكتبة الوطنية بباريس.

ومن أهم أعماله ومؤلفاته: "دليل المخطوطات العربية  1983"، و"الكتاب العربي المخطوط: مقدمات تاريخية 2004"، و"القرآن، ضمن سلسلة: ماذا أعرف؟2004-2009"، و"النقل الكتابي للقرآن في بدايات الإسلام (المخطوط الباريزينو- بتروبوليتانوس) 2009"، و"الصوتُ والقلمُ 2016"، و"قرآن الأمويين، نظرة أولية 2013".
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha