ایکنا

IQNA

قواعد السعادة فی القرآن الکریم

9:10 - September 15, 2015
رمز الخبر: 3362287
عواصم ـ إکنا: ما من إنسان على وجه الأرض إلا وهو یبحث عن السعادة، والقرآن ـ کما نعلم ـ کتاب ومنهج لهدایة الإنسان إلى الحیاة السعیدة فی الدنیا، فهل تحدث القرآن عن السعادة؟

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه رد التنویه عن السعادة فی موضعین فی القرآن من سورة هود "یَوْمَ یَأْتِ لَا تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَسَعِیدٌ"[هود:105]، والآیة الأخرى "وَأَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ"[هود من الآیة:108]، وتحقیق السعادة فی الآخرة متوقف على تحقیق العبودیة لله فی الدنیا لکن نلاحظ أن الآیات تتحدث عن السعادة فی الجنة والآخرة لکن ماذا عن الدنیا؟
أولاً: ماذا تعنی السعادة؟ اختلف قدیماً وحدیثاً حول مفهومها بشکل دقیق، لکنها تدور بین الرضا واللذة والشعور بالمتعة والراحة، فیمکن أن تقول هی حالة نفسیة تجمع بین راحة النفس ولذة الجسد، وتختلف وسائل تحقیقها من شخص لآخر.
وفی القرآن الکریم مجموعة من النصائح التی ترشدنا إلى تحقیق السعادة فی الدنیا والآخرة:
1- فی الآیة 130 من سورة طه "فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّیْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّکَ تَرْضَىٰ".
فالله سبحانه یرشد نبیه صلى الله علیه وآله وسلم إلى الصبر والتسبیح بحمد لله تعالى فی الأوقات المذکورة فی الآیة، ووضح السبب فی ذلک فقال لعلک ترضى، لا حظ قوله لعلک ولم یقل: لعلی أرضى!
وما علاقة الرضا بالسعادة؟ لا أکون مبالغاً إن قلت أن أصل السعادة الرضا، بل هی أعلى درجات السعادة، أن ترضى بما حققت وبما أوتیت وبما ابتلیت به، لذلک حینما تحدث الله على نعمه على رسوله صلى الله علیه وآله وسلم فی سورة الضحى قال "وَلَسَوْفَ یُعْطِیکَ رَبُّکَ فَتَرْضَىٰ"[الضحى:5]، ولم یقل فتسعد.
ولنا فی رسول الله الأسوة والقدوة الحسنة، فإذا أردت أن تحقق الرضا الذی یوصلک حتماً إلى السعادة فلیکن لک ورد فی هذه الأوقات للتسبیح بحمد الله ولا یشغلک عن ذلک أی شاغل، لکن کیف أعرف أننی حققت الرضا؟ قال یحیى بن معاذ أن تقول لربک تبارک وتعالى یا رب إن أعطیتنی قبلت وإن منعتنی رضیت، وإن ترکتنی عبدت وإن دعوتنی أجبت.
2- الآیة 199 من سورة الأعراف "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِینَ"، ففی هذه الآیة منهج قرآنی لتحقیق الراحة النفسیة والسعادة، فالعفو عن الناس یزید مشاعر الحب والألفة والأمر بالمعروف یجعلک تشعر بأهمیتک فی الحیاة، وأن لک دور فیها فترضى عن نفسک، والإعراض عن الجاهلین من أهم الأسباب المسببة للسعادة.
3- التمسک بالقرآن وعدم الإعراض عنه وهجره، ففی أول سورة طه قال الله تعالى "مَا أَنزَلْنَا عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ" [طه:2]، والشقاء عکس السعادة "فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَسَعِیدٌ" وفی أواخر السورة قال "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِکْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنکًا وَنَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَىٰ" [طه:124]، فکأن الله یرید أن یعلمنا أنه أنزل إلینا هذا القرآن لنسعد لا لنشقى، ثم إنه سبحانه وضح سبب الضنک والشقاء بالإعراض عن القرآن الکریم.
إذًا تحقیق السعادة یکون فی الرضا والصبر والتسبیح بحمد الله، والعفو عن الناس والأمر بالمعروف، والإعراض عن الجاهلین، والآیات کثیرة فی القرآن تتحدث عن السعادة فابحث عنها وتأملها، وحاول أن تطبق لا أن تکتفی بالقراءة.
أسأل الله أن یرزقنی وإیاکم الرضا والفرح والسرور فی الدنیا والآخرة.

المصدر: بوابة الفجر الالکترونیة

کلمات دلیلیة: قواعد ، السعادة ، القرآن
captcha