إن الجهاد في الإسلام یعني بذل کل الجهد والسعي والعمل بکل قوة لإنجاز أمر ما وإن الجهاد مفهوم أخلاقي ومعنوي کما أن التضحیة بالمال من أجل الآخرین یعتبر جهاداً في الإسلام.

بشكل عام، يجب أن نعتبر الجهاد حركة في سبيل رضا الله سبحانه وتعالى. 

وفي الإسلام نوعان من الجهاد هما "الجهاد الأصغر" و"الجهاد الأکبر" ویعني الجهاد الأصغر الدفاع عن النفس والمال والعرض ومواجهة العدو غالباً بطریقة مسلحة إمتثالاً لقوله تعالی "إِنَّ اللَّهَ اشْتَری‌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفی‌ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِکُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ"(التوبة / 111).

والجهاد الأکبر بحسب الرسول الأکرم(ص) هو الحرب علی النفس ویدلّ علی السعي وراء تنزیهها ومخالفة رغبتها في السوء وأکدت العدید من الروایات والآیات القرآنیة أهمیة جهاد النفس، كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ53 من سورة "يوسف" المباركة "إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّی".

إن "جهاد النفس" أو "الجهاد الأكبر من منظور الأخلاق الإسلامية يعني بذل الجهود لتنقية الأخلاق والأفكار والسلوكيات، ومحاربة الرغبات النفسانية القبيحة، وفق الروايات، جهاد النفس يعدّ من أعلى مراتب الجهاد وله درجات ومراتب.

وجاء في الروایات أن الإنسان لا یمتلك نفسه ما لم یردعها ولهذا قیل أیضاً أن المؤمن یموت مرة واحدة ولکن من یجاهد نفسه وأهواءه یموت في الیوم الواحد سبعون مرة.