ولد سقراط العام 470 قبل المیلاد وحکم علیه بالإعدام في سن الـ 70 حیث مات إثر شراب مسموم بتهمة تشویه إلهة الیونان وإفساد عقیدة الشباب. 

وألف عام بعد موت سقراط أي العام 626 میلادي ولد الحسین بن علی (ع) في المدینة المنورة وبدأ حرباً ضد آلهة الظلم والجور المتمثلة في حکام بني أمیة وبدأ بتوعیة المسلمین ومواجهة الفساد. 

ومن المعروف أن الحسین (ع) إختار الموت العزیز علی الحیاة الذلیلة وقال "إنّي لَا أرَی المَوتَ إلاّ سَعادَةً وَ لَا الحَیاةَ مَعَ الظّالِمینَ إلاّبَرَماً". 

وعن سقراط أیضاً قوله في جلسة المحکمة التي حکم علیه بالموت "إني لم أرید أن أکون ذلیلا أمامکم لیبتعد الخطر عنی وها أنا الآن وبعد حکمکم علی بالموت لست بنادم لرفضی الظلم". 

والأمر الآخر الذي یجمع بین الحسین (ع) وسقراط الإغریقي هوقول الحسین (ع) "فما المَوتُ إلاّ قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ و الضَّرّاءِ إلَى الجِنانِ الواسِعَةِ و النَّعيمِ الدّائمَةِ ، فأيُّكُم يَكرَهُ أن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلى قَصرٍ ؟". 

وهکذا یری سقراط الموت أیضا فهو یعتقد أن الموت إنتقال من منزل لآخر والإلتحاق بالسلف ویقول "الموت لا یخرج عن حالتین: إما یصبح الإنسان بموته لا شیئا فی الوجود فهو لن یعی شیئا أم أنه بموته یعبر من مرحلة إلی أخری. 

ودراسة الشباهة بین سقراط والحسین (ع) فیما یخص رؤیتهما عن الموت توصلنا إلی أن الأحرار علی مر التأریخ حصلوا علی المعرفة من ینبوع واحد وساروا فی نهج واحد رغم إختلاف الأزمان والأمصار.