ایکنا

IQNA

محلّل سیاسي لبناني لـ"إکنا":

عملية "الوعد الصادق" هي الردّ على الإعتداءات وليست إعلان حرب

13:41 - April 15, 2024
رمز الخبر: 3495307
بيروت ـ إكنا: صرّح المحلل السیاسي اللبناني والباحث في الشؤون الإقليمية "د . طلال عتريسي" أن عملية "الوعد الصادق" هي الردّ على الإعتداءات الاسرائيلية وليست إعلان حرب، مؤكداً أن هذه العملية تعدّ ردّاً على الاعتداءات التي قام بها العدو الاسرائيلي أكثر من مرة على شخصيات ومنشآت إيرانية في سوريا و الأماكن الأخرى.

وأعلن الحرس الثوري الايراني فجر الأحد 14 أبريل عن تنفيذ عملية "الوعد الصادق" ضد العدو الصهيوني رداً على جرائمه العديدة وآخرها العدوان على القنصلية الايرانية في دمشق، ولفت الى أن العملية نفذت بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة لضرب أهداف محددة في الأراضي المحتلة.

وفي هذا الاطار، أجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً خاصاً له مع المفكر والمحلّل السياسي اللبناني والباحث في الشؤون الاقليمية  الدكتور "طلال عتريسي". 
 
فيما يلي النصّ الكامل للحوار؟

كيف تحللّون عملية "الوعد الصادق" التي نفّذها حرس الثورة الاسلامية الايرانية ضد الكيان الصهيوني المحتل؟
 
إن هذه العملية هي الردّ وليست إعلان حرب، وهي الردّ على الاعتداءات التي قام بها العدو الاسرائيلي أكثر من مرة على شخصيات ومنشآت إيرانية في سوريا والأماكن الأخرى وكانت ربما الظروف معقده وباتت الان أكثر ملائمة لمثل هذا الردّ الذي استهدف شخصيات من قيادات الحرس الثوري وهي جزء من القوى العسكرية في ايران وبالتالي هذا الاعتداء على هذه القوى العسكرية الايرانية واجهه هذا الردّ الذي اتخذ على أعلى مستويات القرار في الجمهورية الاسلامية الایرانیة وهو رسالة ردع الى العدو بأن ما حصل سابقاً من اعتداءات من الان وصاعداً انتهى أمره وغير مسموح أن يتكرر بمعنى المعادلة الجديدة هي أن أي اعتداء سيقابل بردّ مماثل ومتناسب وترافق هذا الردّ مع تهديد من المستويات العسكرية والسياسية في إيران بأن أي ردّ على الردّ سيواجه بتوسيع الردّ الايراني أي أنه سيطال أهداف أوسع وأعمق وتدمير أكثر، اذا هذه العملية هي اعلان واضح أن أي عدوان جديد سيقابل بردّ مماثل وانتهى العهد الذي كانت اسرائيل تقوم فيه بالاعتداءات ولا تتوقع أي ردّ.

وتعدّ عملیة "الوعد الصادق" أيضاً رسالة الى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية وبعض دول المنطقة التي تعتقد بان التعاون مع إسرائيل هو الحل أو أن المنطقة يمكن أن تتشكل بالتعاون مع العدو الصهيوني، وهذا الردّ  العسكري له أبعاد سياسية إستراتيجية.

كما تعلمون أن قامت إیران بمعاقبة الكيان الصهيوني انطلاقاً من حقها المشروع في الدفاع عن نفسها وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ما هو رأيكم؟
 
إن الجمهورية الاسلامية الايرانية أكدت وفقاً للمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف وغيرها التي وضعتها الامم المتحدة حول حماية القنصليات والسفارات والمؤسسات التابعة للدول من أي عدوان وما قام به العدو الاسرائيلي هو إعتداء على هذه المؤسسات والصمت عن هذا العدوان يعني أن تصبح كل المؤسسات والسفارات والقنصليات أهدافاً للاعتداءات المختلفة وهذا ما لا يمكن التساهل معه أو القبول به.

واذا كان العالم اتخذ الصمت تجاه العدوان على القنصلية الايرانية ولم يبادر الى إدانة هذا العدوان فان ايران تعتبر نفسها  أنها تمارس حقّها في الردّ انطلاقاً من مواثيق الامم المتحدة ولهذا السبب كان العدوان الاسرائيلي معزولاً على المستوى الدولي لان لا أحد يستطيع الدفاع عن هذا العدوان حتى لو صمتت بعض الدول لكنها لا تستطيع أن تؤيد ولا تستطيع أن تتدعي أن إسرائيل تدافع عن نفسها كما فعلت  هذه الدول بعد السابع من أكتوبر عندما قالت إن  لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها لهذا السبب موقف إيران الدبلوماسي قوي والردّ متناسب مع حقها المشروع ولا أحد يستطيع أن يتهم إيران بأنها تقوم بعدوان على دولة عضو في الامم المتحدة ولا أحد يستطيع أن يقول لايران ليس لك الحق في الدفاع عن نفسك.
 
كيف تقيّمون الاحتفالات التي أقيمت في ايران وبعض دول العالم احتفاء بالضربة الايرانية على الكيان الصهيوني؟

طبعاً الشعوب العربية والاسلامية تنتظر منذ زمن هذه اللحظة التي تتساقط فيها الصواريخ على رأس هذا الكيان ومنشآته العسكرية وغيرها خاصة أن شعوب المنطقة ذاقت الويلات من همجية هذا العدو والمعركة لا تزال  مستمره في غزة والجرائم لا تزال متداولة على الشاشات قتل الاطفال والنساء والتجويع والحصار، العالم لم ينسى هو يعيش هذه الجرائم وهذه الابادة لهذا السبب هذا الرد يشفي غليل صدور الناس في مجتمعاتنا العربية والاسلامية وهو أمر حقيقة الناس يتمناه لكنه لم يحصل سابقاً ولم تجرأ أي دولة في المنطقة على هذا الفعل اليوم ايران كسرت هذه المعادلة أن اسرائيل محمية بحزام دولي وبمنع دولي بأي عدوان عليها.

ايران كسرت هذه المعادلة وكسرت هذا المنطق، وهذا هو منطق الشعوب ومنطق الناس الذين يريدون عن أن يدافعوا عن أنفسهم ويواجهوا الاستبداد والظلم والاحتلال الذي يتجسد اليوم في الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني اذا من  هذه الشعوب أن تفرح وأن تعتبر أنها حققت الانتصار بأن المعادلة الجديدة هي معادلة أن هذا الكيان لم يعد مطلق اليد لممارسة الاعتداءات على دول المنطقة.
 
لماذا اتخذت المنظمات الدولية الصمت تجاه جريمة القنصلية الإيرانية في سوريا؟
 
من المعروف أن المنظمات الدولية غير عادلة، وهذه المنظمات والمؤسسات الدولية من الأمم المتحدة الى إعلان حقوق الانسان وغيره لا تعمل بحرية مطلقة أصلاً وهي تتعرض لضغوط شديدة خصوصاً من الولايات المتحدة الامريكية ومن بعض الدول الاروبية.

وفي البداية، عملت إیران على استنفاد الوسائل الدبلوماسية والدفاع عن حقها الدبلوماسي وهي قالت للمنظمات الدولية والدول الاوروبية أنكم لو قمتم بادانة هذا الفعل الاسرائيلي ربما لم نقم نفكر بالرد ولربما كنا حصلنا على حقنا لكن هذا الصمت المنحاز الى الغرب عموماً الى اسرائيل وجرائم الكيان الصهيوني دفع ايران الى تنفيذ القرار الذي اتخذته وكان هذا أمر مهم أيضاً من أجل وضع هذه المنظمات الدوليه أمام احراج واضح وشديد وله دلالات كبيره بحيث يجب أن تخجل هذه المنظمات من نفسها وأن تتوقف عن الادعاء بأنها تحمي حقوق الانسان وتدافع عن العدالة أو ما شابه ذلك.

هذه الضربة جعلت إسرائيل معزولة دولياً وايران إستثمرت في هذا المجال ووضعت العالم كله والمنظمات الدولية أمام الامر الواقع وهكذا برهنت إيران أنها لم تتصرف بقرار انفعالي وانها حاولت على المستويات الدبلوماسية أن توضح موقفها لكنها لم تحصل على شيء من هذه المنظمات التي يتأكد يوماً بعد يوم أنها منظمات غير معنية بالدفاع عن الحق وعن العدالة لهذا السبب كان الردّ الايراني بالفعل العسكري المباشر وكان هذا في حقيقة الامر كما أشرنا يلبّي طموحات شعوب المنطقة ويوجه رساله تأديبية قوية الى العدو الاسرائيلي.
 
 لماذا أكد حرس الثورة الاسلامية في بيانه أن أمريكا هي مسؤولة عن أعمال الكيان الصهيوني وعليها تحمل العواقب في حال عدم ضبطه؟
 
إن تاكيد حرس الثورة الاسلامية الايرانية أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن ما يجري في المنطقة هو تأكيد صحيح 100% خاصةً وأن الولايات المتحدة الامريكية تقدّم الدعم والتسليح والمعلومات إلى هذا الكيان في كل الاعتداءات التي تقوم بها منذ عملية طوفان الاقصى الى اليوم.

الولايات المتحدة هي التي تقدم السلاح والدعم والحماية ولا ترغم العدو على وقف إطلاق النار أي أنها شريكة في المجازر التي تحصل في فلسطين والاعتداءات الاسرائيلية على دمشق وعلى قوات الحرس الثوري أيضاً تحصل بموافقة أمريكية اذاً المعركة هي مع اسرائيل مباشرةً ومن خلفها الولايات المتحدة الامريكية التي تتحمل المسؤولية عن ما يحصل في المنطقة من اضطرابات وعدم الاستقرار وبسبب الترابط بين الولايات المتحدة التي تقول إن مصالحها الاستراتيجية هي حماية أمن الكيان الصهيوني أي تهديد لا من هذا الكيان هو تهديد للمصالح الاستراتيجية الامريكية ما حصل في الردّ على الاعتداء الاسرائيلي على القنصلية الايرانية هو تغيير للمعادلات بمعنى ان اسرائيل فقدت الحماية التي كانت تفرضها من أن أي عدوان عليها سيجعل الغرب كله يتدخل هذا انتهى ايران اليوم غيّرت هذه المعادلة ايران اليوم في حالة المواجهة مع الكيان الصهيوني ومع الولايات المتحدة الامريكية.

اليوم انتقلت المواجهة إلى مستوى أعلى من المواجهة العسكرية المباشرة مع هذا الكيان الذي تبين أنه لايستطيع أن يفعل شيء من دون الولايات المتحدة الأمريكية لو توقف الدعم لانتهت اسرائيل. إن الجمهوریة الاسلامية الايرانية اليوم تتصدر  واجهة المشهد السياسي في المنطقة في مثل هذه المواجهة مع الكيان الصهيوني والولايات  المتحدة الامريكية.
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
captcha